*مقالة: #فادي_بودية*
*المدير العام لمجموعة #مرايا_الدولية الإعلامية*
لم يكن متوقعاً أن تنتهي قضية العميل الصهيوني " عمر الفاخوري" *بهذا الحكم القضائي العسكري الذي ألبس لبنان المقاومة ثوب العار والخزي* سيما أنّ العميل المتمادي في عمالته حتى الوقت الراهن والذي أمعن في قتل وتعذيب المقاومين في معتقل الخيام كان تحت عباءة الولايات المتحدة الاميركية علناً التي نحارب إرهابها على أكثر من جبهة ابتداء من ايران والعراق واليمن وفلسطين وسورية وصولاً إلى لبنان بكل أشكال أوجه الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية ...
إنّ *المقاومة اليوم امتلكت قوتها وحصانتها الشعبية بدماء شهدائها وعذابات أسراها على امتداد هذه المسيرة* حتى باتت الرعب الذي يجتاح وجود الكيان الصهيوني والمقدرة على تفتيت أغلب المشاريع الاميركية في المنطقة هي – بلا شك – قادرة على منع أي تلاعب أو صفقة هنا وهناك في ما يتعلق بقضية هذا العميل من لحظة وصوله حتى اصدار الحكم ، لكننا اليوم أمام حادثة صدمت الجميع بلا استثناء العدو والصديق : *كيف خرج عمر الفاخوري بإسقاط كل التهم عنه بقرار من المحكمة العسكرية التي يعيّن رئيسها من الثنائي المقاوم ؟ وفي عهد رئيس جمهورية وُسِم بالمقاومة ؟*
إنّ هذا الحكم يحمل خيارين :
*الاول :* أن يكون قد تمّ تمريره تحت ضغط السفيرة الاميركية التي طالبت بالافراج عن عمر الفاخوري منذ اللحظة الاولى لتسلمها سفارة امريكا في اللحظة التي انشغل بها كل لبنان شعباً وحكومة بوطأة فيروس كورونا دون تنسيق أو علم مع الجهات السياسية المعنية بهذه القضية حزب الله وحركة أمل وربطاً رئاسة الجمهورية ووزارة العدل ورئاسة الحكومة مما يعني أنّ ثوب العار القضائي يلبسه وحده رئيس المحكمة العسكرية .
*الثاني :* أن يكون قد تمّ تمريره تحت وطأة التهديد الاميركي المتبني الرسمي لهذه القضية بالتنسيق مع بعض الجهات الرسمية في الدولة " تحت الطاولة " دون علم حزب الله وحركة أمل .
في التحليل لا يمكننا أن نتصور *في الخيار الاول أن حكماً قضائياً بهذا الحجم يمكن أن يجرؤ عليه اي قاض منفرداً* لاسيما ان السلطات الثلاثة في الدولة منسجمة من حيث الخط السياسي وفي الموقف تجاه العمالة والتآمر مع العدو الصهيوني .
أما في *الخيار الثاني* فإنّ حيثياته كارثية لانه يعني انّ هناك بعض الجهات في الدولة مررت هذا القرار دون الرجوع الى الثنائي المقاوم الشيعي إذ لا يمكننا أن نتخيّل للحظة واحدة أن يكون حزب الله وحركة أمل قد وافقا على صفقة مع امريكا أو دخلا ببزار على حساب دماء الشهداء وعذابات الاسرى لاسيما ان حزب الله قد اكتسب حصانته الشعبية بصراحته في مقاربته لهذه القضايا فأينما كان الموضوع يتطلب صفقة كان يخرج على لسان سماحة السيد نصرالله ليصارح بعقد صفقة لاسترجاع اسرى ، وهذا ما كرّس معادلة *" صدقُ حزب الله ووفاؤه مع شعبه " .*
من هنا فإنّ المقاومة مطالبة بالكشف عن كامل حقيقة هذا القرار القضائي ومجابهته أمام شعبها ومجاهديها وأسراها الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والوطن إيمانا بهذا النهج المقاوم : *قد كفانا تواضعاً ومسايرة في هذا البلد الذي ما تحرّر لولا أقدام هؤلاء المجاهدين والاسرى ... لانّ حكم هؤلاء العملاء هو الاعدام شنقاً ثم رميأ بالرصاص أمام مرأى العدو والصديق .*
*بالخلاصة الفاخوري ركّب إدن الجرّة ... وطار لبرّا*