*في ذكرى رحيل الطاهرة حرم الإمام المغدور موسى الصدر في آخر أيلول ٢٠٢١*

*إلى السيدة أم صدري*

*✍️ علي خيرالله شريف *

أيتها المجاهدة المحتسبة.
يا رفيقة الإمام بصمتٍ وصبرٍ على طريق ذات الشوكة؛ طريق الحسين وزينب وأم البنين.
يا من فقدتِ قَمَرَ عائلتك المحمدية، وقمر الدين الحنيف، وقمر كل المجاهدين، على طريق كربلاء، التي امتدت من قم وَطهران، إلى صور وبعلبك وبيروت، وإلى كل عواصم الغدر العربية التي تآمرت على حفيد الحسين، وسجنته كجدِّه الكاظم في سجن الطغاة والبُغاةِ وشذاذ الآفاق.
يا من كنتِ بصمتك أبلغ من كُلِّ خطابات المنابر، وأصلب من كل صفحات النزال، وأثبت سبيلاً من كل الباحثين عن كسوف الشمسِ في غياهب الأمة المتخاذلة.
يا حرم تلك القامة الشامخة التي ملأت الدنيا عزاً وفخراً وثورة. الإمام الذي سحر الأرجاء بطلته البهية وبذكائه اللامع وتقواه التي لامست القداسة، وبنشاطه اللامتناهي الذي كان يشتعل إخلاصاً لله وعيال الله.
الإمام الذي جاب عواصم الدنيا من أجل لبنان وشعب لبنان، ومن أجل القدس وفلسطين، وناصر الثورة في إيران وإمامها العظيم، بل ناصر كل قضايا العدل في رحاب الكون.
ذلك الإمام الذي عمل لحماية طوائف لبنان وحارب الطائفية، بعمامته النورانية وجُبَّتِه الطاهرة ومحرابه الرباني، من شرور أنفسهم ومن مرتزقتهم ولصوصهم وفاسديهم.
ذاك الإمام الذي استحق بجدارة أن يُهدى مجد لبنان دون غيره من دعاة الفتنة والشرذمة والولاء للغرب الجشع المجرم، بل استحق أن يُهدى مجد الأمة جمعاء.

في رحاب الرحمن يا أمَّ صدري، يا أختنا ويا أمنا ويا حرم من كان محرابنا في الصلاة والجهاد وفي جذوة الجهاد والمقاومة، وكان الحصن الحصين يوم احتدم وطيس التآمر والضلال.

*الخميس ٣٠ أيلول ٢٠٢١*