اقامت السفارة السعودية بالأمس احتفالا بمناسبة عيد الهلويين حضره المئات من جميع الفئات بدءا من الصف الأول طاعة وصولا الى اسوأ انواع البضاعة وتراوحت اعمار المشاركين بين من هم في سن الكهولة ومن ما زالوا في عمر الرضاعة والمفارقة انهم لم يرتدوا وجوه تنكرية وأكتفوا بأصواتهم المنكرة التي عبروا فيها من خلال كلماتهم عن تجديد البيعة لصاحب الخيمة مسجلين اسمائهم في خانة املىء الفراغ بالعبد المناسب ثم اخرج وأقصد المحاسب مع تفاوت بسعر كل عبد حسب مدة خدمته ونوع الخدمات التي يقدمها اما التنكر فكان حكرا على المهرجان حيث تم الباس الهللوين وجه الاحتفال بذكرى الطائف ولا ادري ما علاقة دستور لبنان بهذا المهرجان الذي غاب عنه معظم قادة الأركان واقتصر فيه الحضور على الغلمان من المدمنين على القهوة والريال السعودي ومن هم بحاجة الى تقرير من زعيم وطني للتأكد من اهليتهم السياسية وبأنهم اجتازوا بنجاح رحلة علاجهم الطائفية والمذهبية وباتوا يتمتعوا بالأهلية الوطنية للتقرير في القضايا المصيرية وبالتالي فأن كل ما صدر عن هذا التجمع لا يصلح الا كسلاح للجيوش الألكترونية لتحارب به عبر وسائل التواصل الأجتماعي او للتراشق به في البرامج الفتنوية من طراز صار الوقت واخواته ممن يعملون في ماخور الدعارة الأعلامية ويقبضون ثمن معاركهم من العطايا الأميرية على حساب اللحمة الوطنية اما من يحافظ على الطائف وحقوق الطوائف هو من بيده السلاح الحقيقي الذي حرر لبنان من الاحتلال ولولاه
لما كان للطائف ولا للطوائف قيمة في ظل وجود قوى محتلة تفرض ارادتها على جميع اللبنانيين فما قيمة النسر المحبوس في قفص ولو كان من ذهب
اضف الى ذلك فأين سوريا التي كان لها الدور الرئيسي في اخضاع الأحزاب المتحاربة لسلطة الدولة وقدمت للبنان اعظم هدية وهي توحيد مؤسسة الجيش وتبديل عقيدته القتالية التي اوصلتنا الى المعادلة الذهبية وبات جيشنا هو ايقونة وحدتنا الوطنية سوريا التي قدم جيشها الاف الشهداء بمواجهة اسرائيل وأذنابها وقدم الدعم اللامحدود للمقاومة في سبيل انجاز التحرير ،اين القوى الوطنية وفي طليعتها حركة أمل التي كانت قيادتها لأنتفاضة 6 شباط هو أهم الأسس التي بني عليها اتفاق الطائف والتي اقتبس من ميثاقها أهم بنوده هذا عدا عن دورها المركزي في تحرير الأرض ،اين الحزب السوري القومي الأجتماعي والشيوعي والمرابطون
وغيرهم من الاحزاب والحركات من هذا التجمع الرقمي ،اين تيار المستقبل الذي كان العامود الفقري لأتفاق الطائف وقد تم تدميره سعوديا .
ما حصل بالأمس هو اعلان عن انتداب سعودي علني واستبدال المؤسسات الرسمية اللبنانية بوصاية سعودية وللمفارقة فقد تم اختيار الموقع الذي اتخذ كمقرمؤقت لمجلس النواب اللبناني كمكان لأعلان الأنتداب وأتخذ من هذا التجمع بديلا عن جلسة يوم الخميس حيث اكتمل النصاب بكتل الحرامي والفاسد والنصاب وأنتخبوا البخاري رئيس بعد تعديل الدستور الذي اعلنت ملكيته الحصرية للسعودية وبات الأنتخاب يتم عبر القوى الرديفة وفي غياب القوى الرئيسية التي حضر بعضها كالتيار الوطني بتمثيل متواضع فقط لدرء تهمة معاداة الطائف عن نفسه وهو مدرك بأن هذا التجمع يستهدفه ويستهدف حلفاءه وبأن راعي الأحتفال لم يعدم وسيلة لمحاربته انتقاما لوقوفه بوجهه عند اختطافه لسعد الحريري فأسقط بحضوره هذا السلاح من يده .
وفي الختام نقول بأن الطائف بعد 33 سنة على اقراره قد وضع لبنان 33 مرة على حافة حرب اهلية وبالتالي لم يكن غريبا تجمع كل هذه القوى الظلامية تحت سقفه أجل ظلامية لانها لو كانت سيادية كما تدعي لكان من المفترض ان نراها مجتمعة تحت قبة الأسياد من اهدوا للبنان الأعياد عيد تحرير 2000 وعيد فجر الجرود وعيد ترسيم الحدود وبأن يباركوا تفاهم القديس مار مخايل الذي جمع السيد مع السيادة فكان تفاهمهما بوليصة تأمين وحماية للبنان وأثمر انتصارات وانجازات لا يستطيع لا البخاري ولا اذنابه انكارها فهذا كشف حسابنا ونتائج تفاهمنا اما طائفكم فلم يكن سوى ستار لفسادكم وتدميركم لمؤسسات الدولة ولهذا كان بينكم هذا الأنسجام والتناغم في محاربة التفاهم لأنه كشف غطائكم واظهر عوراتكم .
وبالنهاية لن يكتب مستقبل لبنان الا من كتب تاريخه المجيد بالدم
اما انتم وأقنعتكم السيادية فما هي الا حفلة هالوين ولن تجعل منكم سياديين
فأن تشابهت الأحرف فأن الفارق يبقى كبير بين القادة والقوادين.